Monday, April 30, 2007

الدبابة

الدبابة
دبَّابَّةٌ تحتلُّ منتصفَ المَمَرّ
في الليل تبدو في الممرِ وفي النهار
وأمامَها ووراءَها وعلى جوانبها
كُتبت إشاراتٌ بآلاف اللغاتِ تقولُ: قِف
فإذا مَشيتَ من الشمالِ إلى الجنوب
ومِن اليمين إلى اليَسار
يغدو الفضاءُ أمامَ عينكَ كالجدار
الكلّ يدرك أن ما يجري هناكَ مؤقتٌ
فالأمر لا يبدو طبيعيا اذا قِستَ الأمور
خُلق الممرُّ كما خُلقنا .. للمُرور
والناس تسعى كي تديرَ أمورَها
دون انتظار
وأمامَها دبابةٌ
في عينِها شررٌ .. وشرّ
ولها القرار
الناس تُقتلُ حينَ تجتاز الممرّ
البعضُ يَدعو اللهَ جهراً أن يُدمرَ كيدَها
وسواهُ يخرجُ بالبنادق والمدافع ضدَّها
ولدٌ يحاولُ بالحجارة صدَّها
بطلٌ يُدمرُها
فتحطُّ أخرى بعدَها .. فوق الدّمار
وأرى ولاةَ الأمر تخطبُ ودَّها
وتمدُّ أيديها إليها وهي تجتثُّ العبادَ معَ الشجر
من يستطيعُ الشرحَ فليشرح لِمَن لا يستطيع
دبابة تحتل منتصفَ الممرّ
تبدو مُحاصَرةً .. ولكنَّ الجهاتِ جميعَها
من حولِها .. تحتَ الحِصار
الناس تنتظرُ العبور
الناسُ تغلي .. وهي تنتظرُ العبور
لكنما دبابة .. وَضعت قوانين المرور
الناس واقفة يُزلزلها انفجارٌ .. ثم يعقبُهُ انفجار
_________________
مجيد البرغوثي

Thursday, April 26, 2007

لا تقل انتكبنا

لا تقل انتكبنا .. مادمت تقاوم
لا تقل انتكبنا. لم تكن النكبة وراء ظهورنا، فمن سبقونا واجهوها بصدورهم، باعوا ما يملكون واشتروا البنادق، وباعت نساؤهم ذهبهن ليشتروا الرصاص للبنادق. قاتلوا فقتلوا وقتلوا، دفاعا عن وجودهم واحلامهم، وعن الامة واوطانها ( الواحدة)، ولم يستسلموا. لم تكن النكبة ابدا وراء ظهورنا، وانما هي ماثلة أمامنا كالغولة، ولها اسم هو مبادرة السلام العربية. بالمبادرة لا يكمل الحكام العرب دينهم، بل يقللونه، ويقللون الوطن والامة ويقللون قيمتهم في نظر الناس والتاريخ. ليست النكبة ان يحتل الغزاة أرضنا، بل أن يحتلوا ارادتنا وحاضرنا ومستقبلنا بموافقتنا. ومن يوافق هو المنكوب. ومن يرفض هو الطالب والمطلوب وهو الحبيب والمحبوب. لقد قدم الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية اكثر من عشرين مليون روح ليظل حرا، ولم يكن يؤمن بالله ولا بالجنة ولا الخلود، فكيف يستسلم العرب والمسلمون الذين يؤمنون؟ اليست هذه مهزلة المهازل؟ لا تقل نكبت فلسطين ونكب العراق الا اذا ساد الصمت احياء وشوارع العرب. لا تقل انتكبنا الا اذا أصغيت ولم تسمع احدا يقول: لا. لا تقل انتكبنا الا اذا اصغيت ولم تسمع أحدا يقول: الله اكبر. لا تقل انتكبنا الا اذا اعترفت بان فلسطين اسرائيلية أو اربعة اخماسها او خمسها. لا تقل انتكبنا الا اذا استسلمت. لا تقل انتكبنا ما دمت تقاوم
______________
مجيد البرغوثي

Monday, April 2, 2007

التاريخ السياسي للسيارة المفخخة

التاريخ السياسي للسيارة المفخخة
عصابة شتيرن الإرهابية الصهيونية هي أول من استخدم السيارة المفخخة
لقتل وتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم
وكالة الاستخبارات الامريكية استخدمت السيارات المفخخة
ودربت الكثيرين على استخدامها .. من فيتنام الى افغانستان الى العراق
ثقافة الاعتدال الصهيونية/ الأمريكية
من السيارة- القنبلة الى القنبلة الذرية


يستعرض رون جاكوبس ( كاتب وروائي أمريكي) في مقال له في " نشرة كاونتر بانش الأمريكية الشهيرة" كتاباً بعنوان: سيارة بودا: التاريخ الموجز للسيارة المفخخة، من تأليف الكاتب الأمريكي مايك ديفيس.
وينقل كاتب المقال عن ديفيس قوله " إن الإرهابيين الصهاينة ومنهم، عصابة شتيرن، هم أول من استخدم السيارة المفخخة كأسلوب تكتيكي لقتل وتهجير الفلسطينيين، تمهيداً للاستيلاء على أراضيهم. وقال إن ذلك بألتاكيد كشفٌ جديد بالنسبة لمؤيدي الكيان الإسرائيلي، وما أكثرهم!.

ويضيف كاتب المقال نقلا عن كتاب ديفيس أن افراد عصابة شتيرن - التي ساعد بعض رجالاتها في حكم إسرائيل فيما بعد- كانوا ينفذون التفجيرات بمنتهى القسوة، ولم يكن يهمهم من يُقتل، وإن كانوا يفضلونهم عرباً. (اذ كان هناك بريطانيون ويهود قبيل اعلان قيام ما يسمى بدولة اسرائيل). ولكن النجاح الذي حققه الإرهابيون الصهاينة في تهجير وتشريد الكثير من الفلسطينيين ارتد عكسياً على الكيان الإسرائيلي حيث أصبح تفجير السيارات المفخخة في الأماكن المدنية هو التكتيك المفضل لدى فصائل المقاومة الفلسطينية فيما بعد، على حد قول مؤلف الكتاب.

ويوضح رون جاكوبس أن اسم عربة بودا اخذه ديفيس من اسم ماركو بودا، الفوضوي الذي فجر سيارة مفخخة في شارع وول ستريت احتجاجاً على اعتقال شخصين من جماعته.

ويسرد الكتاب حوادث القتل المتتالية الناجمة عن وضع كميات كبيرة من المتفجرات في السيارات من قبل جماعات مختلفة وعديدة لها مخططات متنوعة.

يقول ديفيس إن تفجير سيارة بودا كان بداية ظهور ما يسميه القوة الجوية للفقراء، حيث أن السيارت المفخخة تقتل بدون تمييز، كما يفعل القصف الجوي في كل حرب وقعت منذ اخترع الأخوة رايت الطائرة، والى يومنا هذا. يشير ديفيس من خلال مقارنته القصف الجوي بالسيارات المفخخة الى غياب الجانب الأخلاقي في الحالتين، ويذكر القاريء باستمرار أن تفجير السيارات ينزع اخلاقية الجماعات التي تزعم انها تقاتل من اجل العدالة، ولكنه، في نفس الوقت، يسال القاريء: لماذا لا تظهر وسائل الإعلام نفس القدر من الغيرة على الأخلاق عندما تقوم دولة عظمى بقصف سجادي شامل ضد عدو لا يملك نفس الامكانيات، كما فعلت القوات الجوية الامريكية ضد فيتنام، (وغيرها) على سبيل المثال؟

إن الطبيعة المجهولة للسيارة المفخخة يجعلها وسيلة مغرية للذين يستخدمونها. وكذلك لوكالات الاستخبارات التي تهدف الى تحطيم سمعة الثوار الذين يملكون الحق المشروع في المقاومة. ويضيف أن السيارات المفخخة استخدمت بهدف التلاعب بعامة الشعب، وتصفية أعداء السلطات الحاكمة، ويَذكر أن عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية ساعدوا أحد زعماء الحرب الفينتاميين في حملتة الإرهابية ضد سايغون وهانوي، وبعد موته، واصل هؤلاء العملاء حملاتهم لحسابهم، وانتقل ذلك الأسلوب الى بغداد، حيث تتحدث الشائعات في كل يوم عن الحكومات التي تقف وراء التفجيرات المختلفة التي وقعت في ذلك اليوم.
ولم يكن لغرام الحكومات السري بتفجير السيارات المخخة تأثير أكبر مما كان له في أفغانستان أثناء الحملة الإرهابية التي أطلقها وليام كيسي، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية آنذاك. فبعد الحصول على الموافقة العامة من ادارة ريغان، درب مساعدو وليام كيسي وسلحوا المجاهدين الأفغان ووفروا لهم المواد والدعم الفني. وبالطبع، فإن أبناء المجاهدين الذين دربتهم شركة كيسي هم الذين قاموا بتفجير مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون ( في 11 سبتمبر) ولكنهم استخدموا هذه المرة سيارات مفخخة لها اجنحة ( الطائرات التي استخدمت في الهجوم)1
ويخلص جاكوبس الى أن كتاب ديفيس لا يتضمن أية ادانة سياسية لأي فصيل معين، رغم أنه يلقى باللوم - إزاء التصعيد الجاري في استخدام السيارات المفخخة من قبل الإسلاميين - على السيد كيسي وحملته الأرهابية. ولا يوجد طرف آخر يُلام على ذلك، اللهم الا إذا لمنا مخترع محرك الإحتراق الداخلي، او صانعي السيارات!، إن جماعات كثيرة لها اطياف سياسية متعددة استخدمت السيارات المفخخة في أوقات مختلفة. حتى منظمات الجريمة تجد هذا السلاح مفيداً عندما تريد قتل خصومها أو من يتسوقون بالصدفة في موقع التفجير ذلك اليوم.
يقول جاكوبس إنه - طوال قراءته لتاريخ ديفيس، كان يستعرض في ذاكرته الحرب على الإرهاب التي تشنها واشنطن حالياً، واعتقاد مؤيدي تلك الحرب أن المرء يمكن أن يشن حرباً ضد تكتيك محدد. ويوضح كتاب ديفيس بجلاء أن أية معركة كهذه ليست بلا معنى فحسب، بل تنطوي على حماقة. والدرس المستفاد من تاريخ ديفيس هو: من أجل التمكن من محاربة تكتيك الإرهاب، فإن على من يحاربونه أن يصبحوا إرهابيين أيضاً. وذلك واضح تماماً، بغض النظر عن كون المرء يحارب الإرهاب الصادر عن الدولة، أو الإرهاب المُوجَّه ضدّ الدولة.
________________________________________


المصدر:
*The Political History of the Car Bomb
By RON JACOBS
رون جاكوبس، مؤلف وروائي RON JACOBS, Author and Novelist -
Counter Punch Newsletter – نشرة كاونتر بانش الامريكية: 24/25-مارس 2007-03-29
http://www.counterpunch.org/jacobs03242007.html