Sunday, July 1, 2007

توجيه من بوش بشأن " طواريء كارثية " في أمريكا - إعداد مبرر لشن حرب على إيران

توجيه من بوش بشأن " طواريء كارثية" في أمريكا
إعداد مبرر لشن حرب على إيران
بقلم: البروفيسور مايكل تشوسودوفسكي
by Prof. Michel Chossudovsky
ترجمة: مجيد البرغوثي
Translated by: Majeed Al-Barghouthi
Global Research, June 24, 2007
______________________________________
هذا هو الجزء الاخير من مقالة البروفيسور تشسودوفسكي، ويعبر عن فحوى المقال الطويل، وعنوان هذا الجزء هو : ملاحظات ختامية. ولمن يرغب في قراءة النص العربي الكامل، فالرابط هو كما يلي
إن هجوم 11/9 ، وخطر وقوع هجوم رئيسي ثانٍ على أمريكا ، يشكلان، افتراضاً، جزءاً من حجر الأساس لعقيدة الأمن الوطني للولايات المتحدة. وبينما يعتبر خطر وقوع هجوم منتظر من نوع 11 سبتمبر بواسطة إرهابيين إسلاميين، أمراً مفبركاً، إلا أن الدعاية المستفيضة في وسائل الإعلام مدعومة بعمليات استخبارية سرية أكدت أن "الحرب العالمية على الإرهاب" مقبولة على نطاق واسع من قبل مؤيدي ومعارضي إدراة بوش على حد سواء.

ومن الواضح أن الحرب العالمية على الإرهاب المستندة على كذب محض، قد اكتسبت مشروعية عند حلفاء وشركاء أمريكا الأوروبيين، الذي تبنوا إجراءاتهم الخاصة بهم في مجال طواريء مكافحة الإرهاب (باسلوب النسخ واللصق).

وعلى الرغم من وجود جبال من الأدلة، فإن هجمات 11/9 لا تزال تعتبر من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو عملاً من أعمال الحرب قامت بها قوة اجنبية. ومنذ 11/9، فان الحرب العالمية على الإرهاب تلقى دعماً من أكثر من تسعين دولة. ( الرئيس جورج بوش، مؤتمر تحالف القيادة المركزية، 1 مايو 2007.

ومن السخرية، ان يقر الحرب العالمية على الإرهاب عددٌ من المفكرين "التقدميين" البارزين والموثوقين، الذين يدينون السياسة الخارجية للولايات المتحدة والحرب في الشرق الاوسط، ومع ذلك يتمسكون بمشروعية الحملة الامريكية ضد "الارهاب الاسلامي".

وهناك قسم هام من أعضاء حركة مناهضة الحرب لهم موقف مشابه. فبينما يدعون إلى سحب القوات الأمريكية من العراق، فإنهم ينكرون وجود حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة: "نحن ضد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، ولكننا ندعم الحرب على الإرهاب". ليس من الغريب إذن أن توجية بوش بشان "الطواريء الكارثية" لم يثر الكثير من القلق لدى حركة مناهضة الحرب.

ومنذ 11/9 ، هناك العديد من القصص والإعلانات التي تحدد طبيعة " الحرب العالمية على الإرهاب" تم ضخها ضمن سلسلة الأخبار. فبرزت عبر العالم أسطورة القاعدة.

ومع التكرار غير المحدود، يومياً، أصبحت الحرب العالمية ضد الارهاب جزءاً من الإجماع السياسي المهزوز بين الحزبين. وعلى الرغم من التناقضات الظاهرة والأكاذيب السياسية، خصوصا فيما يتعلق بهجوم 11/9 وإمكانية وقوع هجوم إرهابي ثان، فإن الحرب العالمية على الإرهاب أصبحت أمراً مقبولا عند عامة الجمهور الأمريكي الذي يزداد استياء.

ووراء السيناريو الشيطاني "للطواريء الكارثية" الذي يعتمد تماما على قوى وسائل الاعلام في التضليل والخداع، هناك حرب يحركها دافع تحقيق الربح

إن ميزانية "الدفاع" التي تزيد على بلايين الدولارات، والتي بلغت، وفقاً لتقديرات مستقلة تريليون دولار، لا يتم الاعتراف بها علناً وكذلك لا يتم الاعتراف بخصصة الحرب ذاتها.

إن المجمع الصناعي العسكري للولايات المتحدة، والذي ينتج العديد من " الأسلحة الإنسانية" بما في ذلك القنابل النووية الصغيرة والقنابل الخارقة للتحصينات والتي تستخدم ضد الإرهاب، سوف يكون المستفيد المباشر من الحرب على إيران، إلى جانب شارع المال وول ستريت، وعمالقة النفط الأنجلو-أمريكيين الذين يعملون جاهدين على تعديل وخصخصة احتياطيات النفط والغاز الهائلة في المنطقة.

وهذه الحرب لا تقودها القوات العسكرية وإنما مصالح المؤسسات المدنية التي تقف وراء إدارة بوش. فالقوات المسلحة تتلقى الأوامر من المدنيين الذين يتصرفون نيابة عن تلك المصالح الاقتصادية المسيطرة.

ومؤسسة وول ستريت المالية والمجمع الصناعي العسكري، بقيادة لوكهيد مارتن، والخمس الكبار من مقاولي الدفاع الجوي والسلاح، وأعمال الطاقة المتنوعة، وشركات الإنشاءات والهندسة والمرافق العامة، ناهيك عن تجار التكنولوجيا البيولوجية، يقفون دائما وراءَ عسكرة أمريكا.

وفي المقابل، فإن تصوير المسلمين على أنهم شياطين هو جزء من هذه الحرب التي يحركها دافع تحقيق الربح. إن ثلاثة أرباع احتياطيات النفط تكمن في أراضي المسلمين. ( وورلد اويل، 2004، أنظر أيضاً مايكل تشوسودوفسكي، تصوير المسلمين كشياطين والمعركة من اجل النفط، جلوبال ريسيرتش، يناير 2007).

ان الحط من شأن أعداء أمريكا، الذين يجري تصويرهم على أنهم إرهابيون إسلاميون متطرفون جزء من المعركة من أجل النفط. ولو كان النفط في أقطار يسكنها بوذيون او هندوس، فإن المرء يتوقع أن تكون أجندة بوش للأمن الوطني كلها، بما في ذلك التوجية الأخير حول " الطواريء الكارثية" موجهة ضد البوذيين والهندوس.

كيف يمكن عكس اتجاه المد؟

إن خطر وقوع هجوم ثانٍ للقاعدة على إمريكا يتم استخدامه بكثرة من قبل إدارة بوش لحشد الرأي العام لدعم أجندة عسكرية عالمية.

وحسبما هو معروف وموثق، فإن شبكة الإرهاب الإسلامية هي من اختلاق جهاز المخابرات الأمريكي. ان "الحرب على الإرهاب" خدعة. وحكاية 11/9 كما يوردها تقرير لجنة 11/9 هي حكاية مفبركة.

إن إدارة بوش متورطة في أعمال التغطية والتواطؤ على أعلى المستويات الحكومية.

إن كشف الأكاذيب وراء 11/ 9 ستساهم في التقليل من مشروعية "الحرب العالمية على الإرهاب" التي تشكل المبرر الرئيس لشن حرب في الشرق الأوسط.

وبدون 11/9، فإن مجرمي الحرب في المناصب العليا لن يجدوا ساقاً يقفون عليها. وإن بنيتهم للأمن القومي سوف تنهار برمتها مثل بنية من ورق.
_______________________________________
مايكل تشودوفسكي: اقتصادي كندي الجنسية، مؤلف افضل كتاب دولي بعنوان: حرب أمريكا على الإرهاب، الطبعة الثانية، جلوبال ريسيرتش، 2005، وهو استاذ الاقتصاد بجامعة اوتاوا، ويشغل منصب مدير مركز ابحاث العولمة.
عنوان ورابط المقال
Bush Directive for a "Catastrophic Emergency" in America:
Building a Justification for Waging War on Iran?
http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=6134

No comments: