Wednesday, May 30, 2007

الآمريكيون والسعوديون وراء الهجمات في لبنان

الأمريكيون والسعوديون وراءَ الهجمات في لبنان
*******
في هذا الأمر الذي يتوجب على المرء بالضرورة دمغهُ بأنه "لعبـة السعادين" تعزف
الدول الغربية – وخصوصا فرنسا والولايات المتحدة – من مدونة موسيقية محددة
*****
بقلم بيير باربانسي – المراسل الخاص/ لومانيتية الفرنسية
By Special Correspondent Pierre Barbancey
ترجمه من الفرنسية الى الانجليزية: ساندرين اجورجيس
Translated By Sandrine Ageorges
ترجمه عن الانجليزية: مجيد البرغوثي
Translated from English by: Majeed Al-Bargouthi

22 مايو ايار 2007
*******
قراءة أوراق الشاي: إن اللحن الذي يعزفه الغرب وحلفاؤه في المنطقة تحت غطاء
المحافظة على العدالة الدولية يذكي نار الفتنة الداخلية في بلاد الأرز، لبنان
********
بيروت: منذ يوم الخميس الماضي، وهو اليوم الذي قدمت فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى مشروع قرار للأمم المتحدة لضمان تشكيل محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الورزاء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كان الكل يدرك انه لن يمر وقت طويل لتظهر تداعياته في بلاد الأرز.

هذا امر حقيقي، أولا لأن هذه المسالة بالذات حساسة في لبنان. وهي أيضاً تدخل في صلب الخلاف بين عدد من الجماعات. فالأكثرية تجتمع تحت لواء تيار 14 اذار- ويعرف أيضا باسم تيار المستقبل – الذي يتركز حول عائلة الحريري – وتشغل هذه الأكثرية منصب رئاسة الوزارة متمثلة في شخص فؤاد السنيورة.

ويتحالف مع هذه الجماعة أولئك الذي يساندون القوات اللبنانية التابعة لسمير جعجع، الذي أطلق سراحه من السجن مؤخراً بعد تورطه في عدد من المجازر، وهو محازب لعائلة الجميل ( التي انجبت ثلاث رؤساء كانوا يعتبرون موالين للغرب).

ملاحظة من المحرر: ظهر تيار 14 اذار الى الوجود بعد شهر واحد بالضبط من اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام 2005 حين نظمت مظاهرت ضخمة عبر لبنان تدعو إلى الديمقراطية ومعاقبة القتلة وإنهاء النفوذ السوري).

المعارضة، حزب الله، أساساً، وحركة أمل والتيار الوطني الذي يتزعمه ميشال عون، جمعت قواها تحت لواء تيار 8 اذار ( وهو تاريخ احتجاجات مؤيدة لحزب الله والنفوذ السوري في لبنان حدثت في الاسبوع الذي سبق 14 اذار 2005).

والجماعتان ( حزب الله وحركة أمل) متحالفتان في اللحظة الراهنة بموجب اتفاقات انتخابية وحتى كحليفتين ضمن الحكومة – وقد انشقتا سابقا بسبب تضارب المصالح الطبقبة والدينية والجيوسياسية ...
واليوم، المحكمة الدولية، وفقاً لما هو مقترح، بعثت شبح عودة الشرور القديمة. ذلك لان الأحداث التي وقعت منذ 20 عاما يمكن أن تتكرر، وإن كانت إرادة الوفاق الوطني لم تنتهِ بعد، إلا أنها على أية حال محدودة سياسياً.

مقتل رفيق الحريري

في هذا الأمر الذي يتوجب على المرء بالضرورة دمغه بأنه "لعبة السعادين"، تعزف الدول الغربية – وخصوصا فرنسا والولايات المتحدة – من مدونة موسيقية محددة كُتبت بعد مقتل رفيق الحريري. وهذه المعزوفة هي قرار الأمم المتحدة رقم 1559، ويجري العزف على جزأين: إنسحاب القوات السورية من لبنان ( وهي القوات التي دخلت لبنان بموافقة الدول الغربية عام 1986)، ثم نزع سلاح الفصائل المسلحة – بما في ذلك حزب الله والفصائل الفلسطينية.

وهاتان الخطوتان تهدفان إلى عزل أي شي في المنطقة يمكن أن يعتبر تحالفا مع سوريا وإيران، اللتين تتهمان بكونهما مصدر الشرور ( ومن هنا جاء تعبير "محور الشر" المهم جدا عند جورج بوش). ولذلك فإن حزب الله مستهدف، من النواحي السياسية والدينية.

السعوديون – السنة الذين لهم مصالح مالية واضحة في لبنان – لم يبق لهم إلا أن يعينوا للقيام بدور الشرطي، وحتى دور موزع العدالة – وهذا الموقف – الذي يرغب فيه السعوديون بقوة بدأ يلقى قبولا كأسلوب جديد لتصريف الأمور، والأمر يحق في لبنان اكثر منه في العراق، حيث يخلق الصراع بين الشيعة والسنة دينامية جديدة وخطيرة على شعوب الشرق الاوسط، وعلى الفلسطينيين بشكل رئيسي.

وضمن سياق المواجهة هذا، إضافة إلى التوتر العام، بدأت الحرب في لبنان في صيف 2006. كانت خطط اسرائيل جاهزة. ولكن هزيمتها غير المتوقعة غيرت عواقب الأمور. وقد خرجت الحركة الشيعية من هذه المواجهة بقيادة حسن نصر الله أكثر قوة، حتى في المناطق السنية في الشرق الاوسط، حيث لقي أداء قائد حزب الله كل التقدير. وقد استفز ذلك واشنطن - التي ترى شبح طهران في كل مكان، ولكنه كان أيضاً مشكلة بالنسبة للرياض التي تنوي الدفاع عن مصالحها.

بهذه الخلفية، التي أصبحت أكثر سوءاً مع جمود المؤسسات اللبنانية، إستقال الوزراء الشيعة مما جعل الحكومة اللبنانية بدون شرعية دستورية، ومع وجود برلمان لم يعد ينعقد - مما يعني أن مسألة الاستحقاق الرئاسي لا يمكن ان تحل حلا مناسباً الآن – فإن العاصفة تقترب من لبنان من كل اتجاه.
وتبعاً لذلك، من السهل – بالاعتماد على وسائل الاعلام العالمية – التلاعب وتشجيع الناس على تبني الفرضية السائدة، وخصوصاً المساعدة في إنشاء او تنشيط جماعات دينية صغيرة.

يمنيون وبنغاليون

في اوروبا، اكتشفنا بالتأكيد وجود فتح الاسلام. وخلال مدة يومين، قتلت هذه الجماعة ما يقرب من 30 جندياً لبنانياً، ونظراً لوجودها داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين، فقد بذرَت الفوضى والشك.

لا يوجد عملياً أعضاء فلسطينيون في فتح الاسلام، كما بينت هويات الذين قتلتهم القوات اللبنانية خلال اليومين الماضيين. إنهم يمنيون وبنغاليون وغيرهم.

لقد استنكرت كل المنظمات الفلسطينية الغدر الذي مارسته هذه الجماعة. وبالأمس، أعادت صحف لبنانية معينة إلى الأذهان أنه تم في فبراير الماضي إيقاف 4 أعضاء من هذه الجماعة اعترفوا بأنهم شنوا هجوماً قرب بيروت في منطقة مسيحية. ولكن، في نفس الوقت، لم تفعل السلطات شيئاً للتخلص من هذه الجماعة. وضمن إطار هذا التوجه، حين تعرف مدى صعوبة الدخول الى أي مخيم للاجئين الفلسطنيين – التي يتحكم الجبيش اللبناني في نقاط الوصول اليها – فان المرء يتساءل كيف يمكن ان يقع مثل ذلك؟ وهو يخدم مصالح من؟

التوتر يتنامى باستمرار

جزء من الجواب قدمه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، المعروف بكشف ما خفي من لعبة الاوراق الدولية. فلدية شبكة واسعة تمده بالمعلومات، ويتم إعلامة بالأسرار بانتظام عن طريق عملاء سابقين من وكالات سرية دولية .

وفي مقال له نشرته النيويوركر في آذار 2007، يبين هيرش أن استراتيجية المواجهة في لبنان بين الاسلاميين السنة، والشيعة، تتشكل تحت رعاية نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني.

ويقتبس هيرش من جاسوس سابق في الخدمات السرية ( االمخابرات) البريطانية الشهيرة باسم إم 16. اليستير كروك، وهذا اسمه، أنشأ مجموعة تفكير في بيروت يطلق عليها "منتدى الصراعات"، ويشرح لماذا تحبذ الحكومة اللبنانية دخول مثل هؤلاء المقاتلين إلى أراضيها.

"يمكن أن يكون ذلك خطيراً جداً". يقتبس هيرش من أحد أعضاء هذه الجماعات السنية المتطرفة وهي فتح الإسلام التي استقرت في مخيم نهر البارد. كان هناك 200 منهم " قيل لي أنه في غضون 24 ساعة، عرض عليهم السلاح والمال من قبل أناس قدموا انفسهم على أنهم يمثلون مصالح الحكومة اللبنانية. –ومن المفترض ان المصلحة هي القضاء على حزب الله.

وفقاً للسفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فإن القرار 1559 المتعلق بالمحكمة الدولية يكن أن يعرض للتصويت في نهاية الشهر الحالي (مايو 2007). وفي هذه الأثناء، يتنامى التوتر في لبنان يومياً، والاستعدادات للحرب على إيران تجرى على قدم وساق، وقطاع غزة ليس سوى دم ونار
_______________________________
رابط المقال بالانجليزية
http://www.watchingamerica.com/lhumanite000014.shtml
(رابط المقال بالفرنسية في لومانيتيه)

1 comment:

Anonymous said...

المشكلة ان الكل يعرف ان امريكا واسرائيل والنظم العربية الرسمية تقف ضد طموحات التحررالعربي فلماذا يسكت الناس ولا يحتجون؟.؟
لك تحياتي على ترجمة هذه الموضوعاتلجادة والمتميزة